ستصفق لنا ملائكة الأرض و ملائكة السماء
لقاء مع وفد كنسي من كندا 1998
دخل شيخنا رحمه الله الصالون بينما كان الوفد الكنسي الكندي بانتظاره، فقام الجميع احتراماً وسلم عليهم ورحب بهم قائلاً:
أهلاً بكم في بلدنا وأنا كداعٍ للإسلام أدعو الله ولا أزال وإلى أن ألقى الله إلى لقاء الأديان والتآخي بين المسيحيين والمسلمين كخطوة أولى، وألقيت في ذلك محاضرات كثيرة في أوربا وأمريكا ثم في اليابان وفي الفاتيكان مع البابا الحالي وفي حديث معه استمر ساعة كاملة كان آخر كلمة انتهى بها المجلس أنه قال لي: “أنا أقرأ القرآن كل يوم” –دهش الضيوف- فتابع شيخنا: في رأيي أن سبب بعدنا عن بعضنا في العقيدة، كمثل الأخوين افترقا عن بعضهما مدة طويلة وفتش أحدهما عن الآخر أكثر من عشرين سنة وبينما كان أحدهما في الصحراء رأى نقطة سوداء من بعيد فظنه وحشاً أو طائراً ولكن عندما اقترب منه وجده إنساناً بل هو أخوه الذي يبحث عنه وتعرفا على بعضهما وتعانقا وبكيا وانتهى الفراق، فالنبي الكريم قال: «الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره»([1]) وقال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»([2]).
ولم يكن خطاب المسيح أقل من ذلك حيث قال: “أن تحب قريبك كنفسك” لذلك واجبنا جميعاً أن نعمل وبكل الطاقات وبكل السرعة الممكنة على التعاون الإسلامي المسيحي بشجاعة الأبطال، ووقفة المجددين سيما في عصرنا، عصر حرية الفكر والمعتقد وعصر الإعلام المفتوح، ولا يحتاج الأمر إلى شجاعة وتضحية فحسب، بل يحتاج إلى إيمان وصدق في العزيمة، وأعتقد في أقل من سنة إذا استعملت وسائل الإعلام الحديثة سواء بالحوار أو بطريقة التعريف الصحيح للإسلام والمسيحية فستكون ثورة بيضاء وعالمية، وستصفق لنا ملائكة الأرض وملائكة السماء.
لقد عجزت هيئة الأمم وعصبة الأمم عن تحقيق سلام وأفضل ما تعمله أن تنفذ هدنة يبقى فيها الطرفان يتربصان بالعداوة لبعضهما.
وحتى مجلس الأمن أُبطل بصلاحية الفيتو إنها الأنانية الحاكمة، لا يغلب الأنا الظالمة إلا تعاليم الله الحقيقية.
رفع أحد البطاركة يده قائلاً: معظم سكان أمريكا مسيحيون بسبب الهجرة وهناك اعتناق لأديان أخرى هناك بوذيون وهندوس فكيف نتعامل مع هؤلاء؟
ابتسم شيخنا قائلاً: معاملة الإنسان للإنسان واحدة، لما فتح المسلمون بلاد فارس كان فيها مجوس فقال المسلمون: سنّوا فيا سنّة أهل الكتاب كمواطنين.
وعندما تعرفوا على الإيمان الحقيقي من واقع المسلمين تخلوا عن عباداتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.
وأرجو أن نتعرف على الإيمان الحقيقي من منابعه الأصلية وكما نزل من السماء.
([1]) إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم…» متفق عليه.