مقدمة الكتاب
شيخي وزوجي الغالي
سمعتك حوارا يزلزل شكوك الآخرين
تشدهم إلى حب الله وعباده
رأيت الكل يمد يديه إليك يرجو النجاة
فروحك إمتاع القلوب والعقول
نافذة روحي ونبض قلبي
يامن زرعتني بعينيك وخفقات فلبك
يامن علمتني “كوني أٌمَّة لا أَمة”
يا من رفعتني و سموت بي
أنت بالإيمان سيدة أي مكان
أنت بالإيمان سيدة أي زمان
أنت بالإيمان ملكة الإمكان
تزلزلين الجبال تزرعينها وردا و عشقا
يامن أنشأت من غبارنا كونا آخر
يامن ناديتنا كونوا جسورا لبعضكم
يامن رجوتنا لا تهدموا مابنيت لكم
هدية السماء لنا
نظراتك كلماتك ليست كالكلمات
سقيا أرواحنا أهديك بعض طيبك
عبقك مازال في أرواحنا أبدا
نرجو أن نكون مازرعت فينا
أهفو للقائك أحن إليك
زوجتك المحبة أبدا
صباح جبري كفتارو
تقديم الأستاذ الدكتور محمد شريف الصواف
(ولكن كونوا ربانيين)
الحمد لله الذي جعل هذا الدين نوراً يقذفه في قلوب عباده الذين اصطفاهم للخيرات وجعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باب هذا النور، وقاسمه، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا قاسم والله عز وجل يعطي»([1]).
وقال صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء»([2]).
وعلى قدر كمال الوراثة من حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون الربانية، ويكون النصيب الأوفى من كمال الرجال، ومن ارتقاء حالهم، ومن ترقيتهم لمن يرتبط بهم، ومن يقتدي بهم.
{ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} ([3]).
لا يمكن لأحد أن يعبر عن مقدار النعم التي منَّ الله بها على عباده، ولاشك أن أعظمها وأشرفها نعمة الهداية، والمعرفة بالله تعالى، وكذلك كل سبب يسوق إلى مزيد المعرفة بالله، الذي اكتملت فيه صفة الربانية.
وقد منَّ الله علينا فجمعنا بشيخنا الشيخ أحمد كفتارو فشهدنا تلك الحالة الربانية بأعيننا وقلوبنا بعد أن سمعنا عنه في أخبار الأولياء، وسير أهل الكمال والاصطفاء.
كان شيخنا مربياً بحاله ونظرته، ومرقياً بكلماته وعباراته، جمع الله له بين الشريعة والحقيقة، وفقه الدنيا والمعرفة بطرق السلوك إلى سعادة الأخرة فكان (ذا الجناحين).
ولعل أصدقَ ما يُعرف به الناس ما يكون من حالهم بين أهلهم، وما يكون من خاصة أحوالهم، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يقدمه لنا أخص الناس وأقربهم منه.
إنه ليس سيرة تاريخية، وليس عملاً أدبياً، إنه منهج الأولياء في التربية بالحب، والنظرة، والكلمة الطيبة، وبالحال قبل الأقوال.
ولذلك أنصح كل داعٍ إلى الله أن يقرأ هذا الكتاب بقلبه، وعندها سيدرك قيمة تلك المعاني وتلك الدروس التي يحتويها.
جزى الله عنا شيخنا المربي سماحة الشيخ أحمد كفتارو خير الجزاء، وجزى الله عنا زوجته الفاضلة خير الجزاء بما حفظت لنا ونقلت هذا التراث التربوي الثمين.
أ.د. محمد شريف الصواف
ومرَّ عام
حقاً عام ؟!
ظننته دهراً !
طال الفراق
عشته شوقاً
فمتى اللقاء ؟
عام ! فقط عام !
فلتكن تلك بداية اللقاء
وفاءً وعطاءً
الحَجّة
أيلول 2005
المقدمة
هدفي الكبير والعظيم، وهَمِّي الدائم أن أوجد عالم الدين الحقيقي الذي يحقق غاية الإسلام الذي أتى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
}وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ([1]).
كلماتٌ ردّدها شيخنا كثيراً، وعمل لها، وعاشها حياته بكل دقائقها، وبذل صحته وقوته، وماله وعمره لأجل هذا الهدف:
إعداد الدعاة إلى الله الحقيقيين شخصيةً وأخلاقاً، قلباً وعقلاً، روحاً وحكمة وانفتاحاً، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال:
«إنما بعثت معلماً»([2]).
«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»([3]).
وكثيراً ما دفعني قلقي عليه إلى معاتبته لتهاونه بصحته، خوفاً عليه، وأملاً في أن تطول أيام عمره في خدمة الدعوة والدعاة والإسلام فكان يقول متحسراً:
(وهل تستطيع الثكلى ألا تبكي ابنها الوحيد؟!
ضاق الوقت يا ابنتي، معاني وقيم الإسلام وقيمه تموت كل يوم، وينبغي علينا بذل كل شيء، كل شيء علّه يعود صحيحاً معافى، وأنا أرجو أن أموت في سبيل ذلك.
يا ابنتي ضاق الوقت وطاب العمل، العالم مهيأ، فشمري للبلاغ).
لقد سافر إلى أقاصي البلاد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً حاملاً عشقه لله تعالى ولرسوله الكريم ولرسالة الإسلام، سافر وهو يعرض الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يبال بمرضه وتعبه والسنين التسعين التي حملها.
وعلى الرغم من ذلك فإنه كثيراً ما كان يردد بأنه قصر في حق الدعوة إلى الإسلام وأنه خائف من عتاب الله!!
ولكنني أشهد والله أنني شهدته يبذل الكثير والكثير، ويتحمل فوق ما يطيق في سبيل ذلك، وحتى في لحظاته الأخيرة كان يردد: (المهم الإسلام…
الأهم استمرار الدعوة إلى الله)…
وها أنا ذا أقدم للقارئ الكريم رشحات من فيض ذلك النور الذي عايشته في تلك السنوات الأربع عشرة التي عشتها معه، لتكون تذكرة وبصيرة، لمن أَحَبَّهُ في الله وأراد أن يكون على نهجه وإخلاصه.
الحاجّة صباح جبري كفتارو
([1]) سورة الأنبياء، الآية: (107).