
فلينظر أحدكم من يخالل

الصحبة نقلة نوعية في شخصية الإنسان، إما جنة وإما نار، شاء أم أبى
هذا الرجل تركه أصدقاؤه دون أي معونة أو وفاء بعد إفلاسه!). ثم تابع بهدوء وحزن: (لقد جاء إلي عدة مرات وأشفقت عليه وساعدته، ولكن عندما تكرر طلبه رفضت إعطاءه أي مبلغ، وأرسلت السائق ليوصله مرة إلى داره بغرض التعرف على أهله، فوجدهم في بيت فقير جداً، وأخبرت زوجَتُهُ السائقَ بأنه باع كل شيء حتى أغراض البيت. فصرت أرسل لها مؤونة، ولكن زوجته طلبت عدم الإكثار لأنه كان يبيع حتى المؤونة ليلعب بالقمار ويشرب مخدرات، ولا بأس عنده أن يبقى أولاده بدون طعام أو لباس، وقالت إنها تخفي عنه ما كنا نرسله لها. إن حالتهم صعبة جداً، حتى أهلها رفضوا استقبالها مع الأولاد لذلك فضلت البقاء في هذا البؤس لعل الله يفرج عنها يوماً، بل صارت تعمل حتى تساعد أولادها وتعلمهم وتعيلهم). حزنت كثيراً وأيقنت بأن شيخنا أعطاني درساً لن أنساه وفكرت ماذا فعل هذا بنفسه؟ وكيف اختار هذا الطريق؟ لقد قتل نفسه وقتل شخصيته حتى أولاده لم يبال بهم!… وصدق الله العظيم: { وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} ([2]) فعلاً كما قال شيخنا: (لقد باع عقله للشيطان). تابع شيخنا: (الموفق يا بنتي من يسارع إلى تصحيح خطئه قبل فوات الأوان وقبل أن يغرق فلا يستطيع أن ينقذ نفسه.الموفق من يسارع إلى تصحيح خطئه قبل فوات الأوان
الموفق من يبحث عن مربٍّ يعلمه ويزكيه، فيرى الحق حقاً ويتوجه إليه، ويرى الباطل باطلاً ويجتنبه. الله يوفقنا…الموفق من يبحث عن مربٍّ يعلمه ويزكيه، فيرى الحق حقاً ويتوجه إليه
الله أنار لنا الطريق وعبّده لنا، ومن ثم أعطانا العقل لنتجه إلى صراطه المستقيم والذي يأبى هو الخاسر الأول، كما قال رسول الله r: «كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى»([3]). يا بنتي دائماً نتهم القدر بأنه السبب، اختيارنا هو قدرنا.نحن دائماً نتهم القدر بأنه السبب، ولكن اختيارنا هو قدرنا
ألهمنا الله الخير دائماً وصحَّحَ خطواتنا). قلت: آمين آمين. صيف 1993 ([1]) سنن الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ([2]) سورة النساء، الآية: (5). ([3]) صحيح البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.