الإيمان ضرورة لنجاح الإنسان
مع السفير النمساوي صيف 1995
حضر السفير النمساوي إلى باحة الطابق الأرضي في الحديقة رحب به شيخنا رحمه الله ثم قال:
أبناء القرية يتعارفون ويتواصلون ويتعاونون، الله لا يفرق بين دين ودين والأنبياء إخوة، وقرابتنا وثيقة والتعرف يوجب التعايش كيف أتعاون معك إذا لم أعرفك وتعرفني، ما يتميز به عصرنا الحاضر حرية المعتقد وسهولة الاتصالات، وهو خير العصور للأديان، إذا وجد رجل الدين المبدع الذي يصور الدين الحقيقي بروحه وجوهره. ولأن الإيمان صار من ضرورات نجاح الإنسان وسعادته وبقائه واستمرارية حياته فعندما أقول قال محمد صلى الله عليه وسلم يعني كل الأنبياء قالوا ذلك لأن الله الذي أرسلهم جميعاً واحد، وأرسل ذات المبادئ والكمالات.
وليس السلام من السلاح فقط بل السلام من الفقر وضد الحقد والحسد والعدوان.
عصرنا الآن هو أنسب العصور لإحياء الإيمان كما ذكرت لكم لسهولة التخاطب وتقدم الاتصالات وحرية المعتقد فالدين يعالج المشكلات قبل وقوعها ينزع بذرتها من الأرض قبل أن تصبح مرضاً له وجود ويستعصي حله ومعالجته بالإيمان القاضي هو الضمير وهو الذي يصلح الإنسان لا نيأس فاليأس فقد وشلل.
الدين يعالج المشكلات قبل وقوعها ينزع بذرتها من الأرض قبل أن تصبح مرضاً
قال السفير: حقاً العقل يتقبل أفكاركم وأنت حكيم في كل ما أوردته.
قال شيخنا: يجب أن ننشرها في العقول وستتحول مليارات الدولارات التي تشقي الإنسان وتقتله إلى إسعاد الإنسان كل الإنسان.
سأل السفير: هل يعني ذلك إقامة دين واحد في العالم؟
قال شيخنا: هل الدراسة في الإعدادي تنافي الدراسة الثانوية أو الجامعية؟ نحن لا نترك دراستنا وما تعلمناه بل نتابع إلى الدراسة الأخيرة التي هي الإسلام. فكتاب القرآن يجمع كل القيم وكل ما جاء به الأنبياء وهو منهج منظم لحياة الناس كلهم وهو أعلم بهم منذ خلقهم ويعرف ما يصلحهم.
قال السفير: وأنا أيضاً أفهم ذلك ومسرور للقائكم لأنكم كشفتم لي الكثير مما كنت أجهله عن الإسلام وعن حكمة الله في ذلك.