الإسلام عدو الفكر المتطرف الأصولي
لقاء مع بولينك – نيسان 1998
رحب شيخنا بالضيوف وتمنى لهم إقامة مباركة في بلدنا ثم سأل البرفسور بولينك:
ما دور العلمانية في فصل الدين عن الدولة؟
ابتسم شيخنا قائلاً: العلمانية حدثت لما ظهر الدين يعارض العلم والآن وقد انتشرت الحقائق العلمية لم يعد الإنسان يتقبل ذلك الدين الذي مال عن العلم فدعا إلى أن يفصل العلم عن الدين. أما في الإسلام فكله يقوم على العلم وكل حقيقة علمية يعتبرها الإسلام حقيقة إسلامية دينية فليس هناك تنافر وتناقض بين العلم وبين الدين.
لا يوجد في الإسلام تنافر وتناقض بين العلم وبين الدين
في العالم الغربي رأوا هذا التناقض ففصلوا بين العلم والدين وأفيد الأخ أن الإسلام يفرض على الدولة أن تكون علمانية لأن الإسلام في الأصل هو علماني ففي الحديث الشريف: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»([1]) والعلم فرض على الفرد وعلى الجماعة وعلى الدولة يقول رسولنا الكريم: «الناس رجلان، عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما» ([2]).
قال الضيف: نسمع كثيراً عن الأصولية في الإسلام وكذلك عندنا ذلك المنحى من الأصولية في الكنائس فما هو رأيكم فيما يتعلق بالأصولية مقابل الدولة؟
اعتدل شيخنا في جلسته قائلاً: يجب أن نعرف ما هو معنى الأصولية، قرأت لروجيه غارودي عن الأصولية -لأن الأصولية في الإسلام غير موجودة- يُعرِّف الأصولية بأنها فرض أحد الطرفين على الآخر فرضاً إجبارياً الشيوعية أصولية لأنها تفرض على الإنسان معتقداتها، وهناك الأصولية النازية والأصولية الفاشية.
أما الإسلام فهو يمنع فرض العقيدة على أي إنسان فالإنسان حر فيما يعتقد لذلك نحن لا يوجد عندنا أصولية بل الآن نسمع عنها في السنوات العشرين السابقة، وفي الإسلام الدعوة إلى العقيدة تكون بالحوار بالإقناع، بالبرهان بالدليل، لقد حارب القرآن في مواضع متعددة فرض العقيدة على الآخرين يقول الله عز وجل: «لا إكراه في الدين» وعاتب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم قائلاً: أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مسلمين» لذلك الإسلام هو عدو الأصولية وهي ليست منه وليس منها.
الإسلام يمنع فرض العقيدة على أي إنسان فالإنسان حر فيما يعتقد
قال الضيف: أريد أن أتابع هذا السؤال لو سمحتم، سورية دولة علمانية وعندكم تجمع ديني جميل في سورية لكل الديانات وفي بعض الدول الغير عربية ليست علمانية ولا يوجد تسامح بين المجموعات الدينية المختلفة.
رد شيخنا باسماً: إذا وجد عدم تسامح ديني فهذا يتنافى مع التعاليم الإسلامية، وهذا عمل سياسي وليس عمل إسلامي.
شكر الضيوف شيخنا كثيراً وودعوه.
([1]) سنن ابن ماجه، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، والبزار في مسنده.