Skip to content
أردتك أمة لا أمة

أردتك أُمَّة لا أَمَة

 6/8/2004م

الشيخ أحمد كفتاروكان الأسبوع الأخير لنا في المصيف في مضايا زارنا الدكتور أويس طرقجي وقت الضحى وقام بفحص شيخنا حيث كان يشكو ألماً في معدته فطلب له عدة تحاليل وطمأننا عنه باقتضاب.

دخلت غرفة شيخنا مبتسمة قائلة: الحمد لله كلام الطبيب يطمئن.

ابتسم شيخنا لي وهو يستشف القلق في عيني ثم قبض يديه ضاحكاً قائلاً: إذا استطعت معرفة المـُخبّأ وفتحتِ يدي فَلَك ما فيهما.

أحسست أنه يريد إدخال السعادة على قلبي ويزيل خوفي عليه بدأت محاولة فتح يديه ونحن نتضاحك ولكن ما شاء الله إنه قوي العزم رغم تعبه حاولت كثيراً حتى راخى قبضته فأمسكت بالهدية وأخذتها وهو يضحك.

سألني مازحاً ماذا ستفعلين بها؟

قلت إذا احتجت أبيعها نظر إليّ قائلاً الله لا يحيجك كررها ثلاثاً وهو يرفع يديه:

وتهدج صوته نظرت إليه مندهشة من تضرعه فتابع:

لا تخافي لن تحتاجي إلا لوجهه الكريم، اغرورقت عيناي بالدموع من دعائه وتضرعه وخشيت أن أبكي فلم يكن يحب أن يراني باكية هرعت إلى الحمام باكية ناداني.

رأتني الأخت مها الزين فلحقتني مدهوشة ما الأمر كنتما تتضاحكان كرر شيخنا نداءه لي فطلبت منها الذهاب إليه حتى لا يرى بكائي دخلت مها إليه وجلة سألها: أين الحجة؟

قالت: سيدنا في الحمام ستأتي حالاً طلب كأس ماء، وأخرجه حبّة مهدِّئ وشربها.

عادت إليّ وهي تبكي يا الله ما الذي حدث عانقتني قائلة لا تبكي، قال الدكتور أنه بخير، غسلت وجهي، وعدت إليه محاولة أن أتمالك نفسي، وأحبس دموعي، وقد أطرقت رأسي أومأ لي بالجلوس بجانبه اقتربت منه أطلب الأمان علني أهدأ، وضع يده على رأسي، وصار يقرأ آيات قرآنية وقال: لا تخافي لن أتركك، ولكن الآن لن تذهبي معي أريد صدقة جارية في صحيفتي، أنت عزائي، حدثي عني اكتبي عني ما ترين.

اكتبي وعلمي الآخرين كيف نحب الله، كيف نعيد الإسلام، كيف أردتك أن تكوني أمّة لا أمَة تزرعين وتحصدين قلوباً تعلمينها حب الله وحب رسوله أريدك عالماً آخر تزرعين السعادة في قلوب الآخرين علهم يستيقظون وإلى الله يعودون.

كان يربت على رأسي وكنت أريد أن أمتلك تلك اللحظات إلى الأبد، سكنت إلى جانبه وأغمض عينيه هادئاً وصوت تنفسي مسموعاً فجعل يهدهدني كالأم الحنون بعد لحظات سألني: أليس اليوم موعد درسك في جامع بدر قلت: نعم ولكن لن أذهب أحسك متعباً قال: لا أنا مرتاح اذهبي يا بنتي فهذا فرض لا يجب تأخيره وننزل معاً ثم أمسك بكتابه: قومي وتابعي تحضير درسك ورتبي الأمور وسنعود سوية إلى بيت مشروع دمر وسيأتينا الدكتور لتحليل الدم فنكون قريبين منه.

وعند الغداء أكل قليلاً، وهو يتابعني بنظراته، ثم جلسنا في السيارة، وأنا أرنو إليه بطرف خفي فأجده آملاً متضرعاً ويشعر بنظراتي فيلمس يدي مطمئناً.

أوصلني إلى جامع بدر وقال مازحاً: لا تتأخري عليّ فأنت عزائي.

Order Online

Share via
Copy link
Powered by Social Snap